الأربعاء، 8 مايو 2013

التسرب المدرسي


مقدمة:
يقصد بالتسرب الدراسى انقطاع الطلاب عن الحضور للمدرسة لفترات متقطعة أو بصفة دائمة وخصوصا بعد كتابة استمارات الامتحانات والتسرب من الظواهر الخطيرة التي استرعت انتباه كثير من المهتمين بالتربية والتعليم حيث أن هذه الظاهرة لها أبعادها الخطيرة اجتماعياً واقتصادياً وسلوكياً فالمتسرب يترك المدرسة في هذه المرحلة والتي يتم تزويده فيها بالمعارف والخبرات والاتجاهات والقيم التي تعده للمرحلة الجامعية علي أفضل وجه ممكن.
إن قضية التعليم هي محور اهتمام القيادات السياسية فتطوير التعليم يمثل ركيزة أساسية للإصلاح والتنمية وعنصراً حيوياً في بناء نهضة الوطن وبعداً مهماً من أبعاد امن مصر القومي إذا أردنا أن نحتل مكانة نستحقها في عالم لا يعترف اليوم إلا بالقدرة علي إنتاج المعلومات واستهلاكها والتعليم هو السبيل إلي ذلك، من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة وهي ظاهرة الغياب المدرسي ودور المدرسة كمؤسسة للتربية والتعليم في وجود تعليم موازي غير رسمي يتمثل في مراكز الدروس الخصوصية الأمر الذي أدي إلي غياب الطلاب عن المدرسة في فترات متقطعة أو متصلة ولجوئهم إلي اختلاق الحجج والحيل للخروج إلي وحدة التأمين الصحفي لإضفاء الشرعية علي هذا الغياب.
ومن هنا تم إفراغ المدرسة من مضمونها التربوي وذلك في وقت أحوج ما نكون فيه إلي تعظيم رسالة المدرسة في تكوين الإنسان الحضاري الذي تتمثل فيه الموازنة عقلاً وقلباً والملتزم بالقيم والسلوكيات قولاً وعملاً، والواقع  أن الطالب الآن يتعامل مع المدرسة في الإجراءات الروتينية فقط مثل كتابة استمارة الثانوية أو من أجل رقم الجلوس حتى خطابات الفصل باتت أمرا طبيعياً وهو أقصي إجراء يمكن أن تتخذه المدرسة لطالب لا يعرف أصلاً طريق المدرسة، ولا نستطيع أن نتهم المدرسة بأنها لا تقوم بدورها فهذه مسئولية مشتركة بين البيت والمدرسة والمؤسسات المجتمعية الأخرى.





تعريف التسرب الدراسي:
هو عملية مترابطة ومتكاملة ولا يمكن لها أن تنجح في تقديم مخرجات نموذجية إلا إذا توفرت جميع عناصرها ووظفت التوظيف الصحيح والمدرسة والأسرة والمناهج هي ركائز أساسية في تكوين الطالب في جميع جوانبه النفسية والجسمية والاجتماعية والسلوكية فإذا اختل إحداها حدث شرخ كبير في جدار العملية التعليمية فتلك العناصر عوامل مهمة في بناء الشخصية السوية للطالب وتعاهدها و إذا تقاعس احدهم عن أداء دوره أثر ذلك وبشكل مباشر على شخصية الطالب فالمدرسة إذا استطاعت تكييف الطالب وتلبية حاجاته ورغباته كانت المحضن المرغوب فيه وأصبحت عنصراً جذاباً والأسرة كذلك بقدراتها على تهيئة ابنها منذ سنواته الأولى للمدرسة والمنهج الذي يلبي حاجة الطالب بصورة مشوقة وجذابة.

أسباب التسرب:

الأسباب والعوامل المسببة لمشكلة التسرب الدراسي
   ظاهرة التسرب من النظام التعليمي لها أسباب متعددة ومتشعبة تختلط فيها الأسباب التربوية مع الأسرية مع الاجتماعية والاقتصادية.. وغيرها.
 فظاهرة التسرب هي نتاج لمجموعة من الأسباب تتفاعل وتتراكم مع بعضها تصاعديا لتدفع الطالب وبقبول من أسرته إما برضاها أو كأمر واقع إلى خروج الطالب من النظام التعليمي قبل الانتهاء من المرحلة التعليمية التي ابتدأ فيها.
تتفاوت حدة أسباب التسرب من حيث درجة تأثيرها على الطالب المتسرب، منها ما تكون أسباب رئيسية لها تأثيرا قويا ومباشرا وتلعب دورا حاسما في عملية التسرب، وبعضها الأخر يكون  تأثيرها ثانوي ومؤثر، وأسباب أخرى ليس لها أي تأثير يذكر.
 ومن جهة أخرى تلعب الأسر أو أولياء أمور الطلبة المتسربين - في بعض الأحيان - دورا رئيسيا ومباشرا في دفع أبنائهم إلى التسرب من مدارسهم. عن طريق إجبارهم على التسرب والخروج إلى سوق العمل، أو على الزواج المبكر، أو المشاكل الأسرية. وفي أحيان أخرى يكون لهم تأثير غير مباشر عبر عدم الاهتمام واللامبالاة والقلق الزائد على أبنائهم.. وغيرها.

العوامل الاجتماعية والأسباب الاقتصادية:
تؤدي الأوضاع الاقتصادية للأفراد بل وللشعوب دور في تمكين الإنسان من الحصول علي كل ما يرتضيه لنفسه ومن ذلك التعليم ولا شك انه كلما ضعفت الإمكانيات المادية ضعفت معها تحقيق الرغبات ويظهر ذلك واضحاً في الدراسات السابقة الخاصة بهذه الظاهرة ويهمنا هنا أن نذكر أن ضعف الإمكانيات الاقتصادية للأسرة من شانه أن يجعل رب الأسرة يسرع في الإفادة من جهود أبنائه قبل انتهائهم من الدراسة تخلصا من احتياجاتهم المعيشية رغبة في زيادة دخل الأسرة،  وعلي جانب آخر فإن الأوضاع الاقتصادية للدول ذاتها تسهم إسهاماً كاملاً في المساعدة علي التسرب بين أبناء ذوي الدخول المحدودة ذلك لأن امكانات تلك الدول لا تساعد علي توفير وتغطية مطالب شعوبها أو تعويضها عن خدمات أبنائها ويظل ذلك واضحاً في المجال التعليمي.
ومما لاشك فيه أن زيادة النمو السكاني بين شعوب الدول ذات الإمكانيات الاقتصادية المحدودة يسهم أسهاما مباشراً في خفض اقتصاديات تلك البلاد خاصة إذا كانت مواردها ومنتجاتها  غير كافية – ونخلص من هذا أن العوامل الاقتصادية تؤثر بدرجة كبيرة علي نسبة التسرب الدراسي في تلك المرحلة الثانوية ونلخصها في الآتي :-
o  عدم قدرة الأسرة علي متابعة أبنائها وإجابة متطلبات المرحلة من دروس خصوصية ونفقات التعليم والمذكرات والكتب الخارجية .
o      المساعدة في دخل الأسرة.
o  إغراءات سوق العمل وزيادة الطلب علي العمال الغير مهرة بأجور مرتفعة لدرجة تفوق قيمتها في المتوسط وما يحصل عليه خريج الجامعة من أجر القطاع الحكومي أو العام.
o      كثرة عدد الأطفال في الأسرة والعبء المالي الذي سوف تتحمله الأسرة عند تعليم أبنائها بما يفوق طاقة الوالدين .
o  عدم التوفيق بين مواعيد الدراسة والمواعيد الزراعية في الريف وعدم انتشار الملكية الزراعية من ناحية ومن ناحية أخري الحاجة إلي الأيدي العاملة والفقر الشديد لبعض الأسر خاصة في الريف مما يؤدي إلي الحاجة إلي عمل الابن كمصدر من مصادر الدخل بالنسبة للأسرة مما يسهم في تسرب التلاميذ وعدم انتظامهم في الدراسة.
o      الزواج المبكر للفتيات وخاصة في المناطق الريفية ومناطق البدو.
o      عدم وعي الوالدين بأهمية المرحلة التي يمر بها اولادهما وخصوصاً في حالة أمية الوالدين.
o      دفع الأسرة لأولادهم للتعليم الثانوي العام دون دراية مسبقة بمهارات أولادهم وما هي نوعية التعليم الذين يفضلونه عن التعليم الثانوي فقد تكون نوعية التعليم الفني الأكثر أهمية بالنسبة إليهم وقد تكون لديهم مهارات يدوية تساعدهم في الحياة العملية أكثر من الدراسة النظرية .
o  انحياز الأسر لكليات القمة ( الطب- الهندسة – العلوم الاقتصادية .. ألخ) كل هذا يؤدي في النهاية إلي وجود ضغط كبير علي الأبناء مما يؤدي في النهاية إلي فشل الطالب في الدراسة أو عدم إكمال مرحلته الدراسية علي النحو الذي يريده. 
o  الاضطرابات الأسرية من مشكلات ونزاعات وطلاق وخلافه تجعل الطالب في حالة من عدم الثقة بالنفس وبالآخرين، وقد يجد الملاذ النفسي في "الشلة" التي يلتقي بها في الشارع، وهنا تتعزز الراحة النفسية لديه دون انزعاج أو تعب أو تفكير في الحضور للمدرسة.
o      عدم وجود شخص يساعد الطالب على الدراسة داخل الأسرة.
o  ضعف عوامل الضبط و الرقابة الأسرية بسبب ثقة الوالدين المفرطة في الأبناء أو إهمالهم و انشغالهم عن متابعتهم الذين وجدوا في عدم المتابعة فرصة لاتخاذ قراراتهم الفردية بعيدا عن عيون الآباء.
o  سوء المعاملة الأسرية والتي تتأرجح بين التدليل والحماية الزائدة التي تجعل الطالب اتكالي سريع الانجذاب وسهل الانقياد لكل المغريات وبين القسوة الزائدة والضوابط الشديدة التي تجعله محاطاً بسياج من الأنظمة والقوانين المنزلية الصارمة مما يجعل التوتر والقلق هو سمة الطالب الذي يجعله يبحث عن متنفس آخر بعيد عن المنزل والمدرس.

عوامل تتصل بالطالب نفسه:
o      تدني التحصيل الدراسي نتيجة عدم الانتظام في الصف الدراسي ومتابعة المنهج والحصص الدراسية  .
o  عدم الاهتمام بالدراسة والانشغال مع رفاق السوء والشلل وتمضية الوقت فيما لا يفيد من صالات البلياردو والمقاهي والالتفاف حول مدارس الجنس الآخر والاهتمام بالصداقات والإنترنت .
o      الزواج والخطوبة وهذا العامل يكثر في الفتيات أكثر من البنات وخصوصاً في المجتمعات الريفية والبدوية.
o      ضعف القدرة على الاستيعاب وعدم وجود القدرات والمهارات اللازمة لعملية التعلم والاستذكار الجيد.
o  الخروج إلى سوق العمل لتلبية احتياجاته والمرحلة العمرية التي يمر بها وللأنفاق علي نفسه وأصدقاء السوء خصوصاً في شلل المدمنين والمدخنين.
o      الرسوب المتكرر نتيجة عدم توافق مهاراته وقدراته مع التعليم الثانوي العام .
o  الشعور بعدم جدوى التعليم ففي الوقت الحاضر مع  عدم وجود فرص العمل المتاحة أمام خريجي الجامعات فيتساءلون لماذا الجهد مع عدم وجود فرص للعمل بعد الانتهاء من التعليم حني ولو الجامعي بما يؤدي بهم للإحباط واليأس.
o  الخوف والقلق من الامتحانات والرسوب والتنسيق ورغباتهم في الدراسة بما يتلاءم مع مهاراتهم وقدراتهم يؤدي بهم للتسرب والعزوف عن الدراسة.
o  الاتكال علي مراكز الدروس الخصوصية وغيرها وعدم وجود فلسفة معينة عنده للتعلم والتزود بالخبرات والمهارات عن طريق المدرسة .
o  الإعاقات والعاهات الصحية والنفسية الملازمة للطالب والتي تمنعه عن مسايرة زملائه فتجعله موضعاً لسخريتهم فتصبح المدرسة بالنسبة له خبرة غير سارة مما يدفعه إلى البحث عن وسائل يحاول عن طريقها إثبات ذاته .
o   الرغبة في تأكيد الاستقلالية وإثبات الذات فيظهر الاستهتار والعناد و كسر الأنظمة والقوانين التي يضعها الكبار( المدرسة والمنزل ) والتي يلجأ إليها كوسائل ضغط لإثبات وجوده.
o  سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنن مثل تكليف الطالب بكتابة الواجب عدة مرات والحرمان من بعض الحصص الدراسية والتهديد بالإجراءات العقابية الخ .
o  عدم تقبل الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها مما أوجد فجوة بينه وبين بقية عناصر المجتمع المدرسي فكان ذلك سبباً في فقد الثقة في مخرجات العملية التعليمية برمتها واللجوء إلى مصادر أخرى لتقبّله.
o  عدم الإحساس بالحب والتقدير والاحترام من قبل عناصر المجتمع المدرسي حيث يبقى الطالب قلقاً متوتراً فاقداً الأمن النفس.


العوامل والأسباب المتصلة بالعملية التعليمية والتربوية:
قبل أن نبدأ في سرد العوامل والأسباب المتصلة بالعملية التعليمية والتربوية التي تؤدي إلي التسرب من المدرسة لابد لنا أن نوضح ماهية النظام التعليمي في مصر وما هي مشكلاته التي تؤرق التربويين والعاملين في الحقل التعليمي وكذلك أولياء الأمور والطلاب وكل من له دور في هذه العملية .

الأسباب المؤدية إلى  تسرب الطلاب من المدارس:
§        المعلم.
§        المادة الدراسية.
§        رفقاء السوء.
§        إغفال الوالدين وعدم المتابعة.
§        وقت الفراغ.

1.    المعلم: قد يكون له دور كبير وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة. كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلها للتلاميذ وبذلك يحب المعلم والمدرسة، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية، وعلى غرار ذلك عندما يكون المعلم متسلطا ويأخذ مبدأ الأمر والنهي في أسلوبه وطريقة تعامله قاسية مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلف حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك أساليب ملتوية في التعامل فنرى شخصيته تضعف وينتابه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الأحداث نراه يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض قد يصل إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب على المدرسة ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع إل منزله كأنه قادم منها. لهذا نهيب بالمعلمين أن يعاملوا الطلاب معاملة حسنة يسودها الحب والتفاهم وتحبيبهم في الدراسة والمدرسة والابتعاد عن القسوة والضرب والتلفظ بالألفاظ المؤذية والمخالفة للدين لتنشئ تلميذا يبني ويعمر، تلميذ سوي يعتمد عليه مستقبلا فهو محورنا وهدفنا وعيوننا التي ننظر من خلالها إلى المستقبل، فأنت أيها المعلم قدوة وملاك لا يخطئ في نظر تلميذك.
2.    المادة الدراسية والامتحانات:  قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية تضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا، أيها المعلم هذا بشر وله طاقة فهلا سهلت عليه لتحصل منه على نتيجة مرضية لكلاكما، لذلك نرجو من المعلمين تقنين وقت للاختبارات وتقنين المادة الامتحانية وأسئلتها فهدفنا  الفهم والاستيعاب لا التعجيز وكره المادة والدراسة فاعلم أيها المعلم إذا كان خط سيرك مستقيما وسليما فستكون النتائج إيجابية ولكل نبات زرعته بإتقان وتفنن كذلك وقد يكون أفضل، لذلك يجب عليك شرح المادة العلمية بإتقان وتوصيلها لأذهان التلاميذ بدقة وشارك تلاميذك في الاستماع لوجهة نظرهم فقد تستفيد أنت من آرائهم فلا يبعدك عنهم صغر سنهم قد ترى منهم من يفوقك معرفة في بعض الأمور فكن لهم أبا ومعلما وصديقا تفتخر أنك قد علمتهم شيئا يوما ما.
3.    رفقاء السوء: قد يكونوا سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة وفر أيها الأب أيها المعلم ما يحتاج إليه التلميذ من نصائح وإرشادات واغرس في نفسه مخافة الله وحبه وطاعة الوالدين وأولي الأمر وحببه أيها المعلم بالعلم وشجعه على تلقيه واللجوء للقراءة عند الإحساس بالضيق ولا تجعله عرضة للذئاب السائبة فكم من أناس راحوا ضحيتهم فالاهتمام الاهتمام قبل فوات الأوان.
4.    إغفال الوالدين وعدم المتابعة: أيا الأب الفاضل أيها المعلم الرائد كم وكم ما نسمع عن الأحداث وتجار ومتعاطي المخدرات ومدمني السجائر والخمور وهم أولاد صغار كيف أصبحوا بهذه الحالة، هل ولدوا هكذا ؟ أم جنت عليهم مصائب الدهر من أطراف متعددة ؟ أعلم أيها الأب بأن بعد فوات الأوان لا ينفع الندم فاحرص على مؤاخاة ابنك وأشعره بأنه رجل يعتمد عليه وحببه بالعلم وشجعه على كل ما يقوم به من أعمال مهما كان حجمها، وانصحه بإتباع الطريق الصحيح ونبهه عن بالابتعاد عن الأعمال السيئة والابتعاد عن كل ما يصل به إلى حافة الهاوية ،أمور سهلة لا تتطلب منه جهدا ولا عناء فهي مجرد نصائح وكلمات توجه إلى أغلى من تملك سندك وعضك في المستقبل، وأعلم أنك ما إذا وضعت البذرة بطريقة صحيحة ورويتها بماء صالح وتابعتها واعتنيت بها ستجني منها ثمرا صالحا، ولا تنسى أن تحببه في دينه الذي هو عصمة أمره واصطحبه معك إلى المسجد وحببه بذكر الله وقراءة كتابه بذلك فستصل به إلى القمة والعلياء في دينه ودنياه.
5.    وقت الفراغ: أخي المربي يقول المثل الشائع ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) والمقصود إذا لم تفهم قيمة الوقت فقد أضعت العمر هباء دون فائدة لهذا قد يكون وقت الفراغ قاتلا إذا ما أسأنا استخدامه وقد يكون مفيدا إذا ما أحسنا استغلاله فاحرص على إسداء النصائح للتلاميذ بكيفية استغلال وقت الفراغ بما يناسب ويعود بالفائدة، واحرص أيها الأب أن توفر مناخ صالح ومفيد يستطيع ابنك من خلاله أن يستغل وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع والفائدة كالقيام معه بزيارة إلى المكتبة لاقتناء الكتب المفيدة أو القيام برحلة مع العائلة ليغير جو الدراسة ثم يعود عليها بكل حيوية ونشاط و أشركه بأنشطة أخرى مختلفة في منتديات علمية ورياضية فلا تجعل سيف الفراغ يقتله ويودي به على التهلكة كذلك أيها المعلم حاول أن ترفه عن طلابك من خلال تنوع الأنشطة المختلفة وأساليب التدريس التي تعودت عليها فكلما كانت المادة العلمية تدرس بطرق مختلفة وشيقة كان الإقبال على تعلمها أكبر واحرص على توجيه طلابك إلى استغلال وقت الفراغ بما يفيد بأن ترشدهم إلى الأماكن الصحيحة والتي يمكن أن يستفاد منها وقت الفراغ. وأخيرا وليس آخراً أقول لا نريد أن يقاسى أبناءنا كما كنا نقاسى سابقا فلكل جيل حياة مختلفة يحياها بطريقته الخاصة بحيث لا تؤثر على مبادئه وقيمه الإسلامية الثابتة.

أشكال التسرب الدراسي:
        قد يأخذ التسرب الدراسي أشكالا متعددة منها:
1.    التسرب الفكري "الشرود الذهني" من جو الحصة.
2.    التأخر الصباحي عن المدرسة.
3.    الغياب الجزئي أو الكلي عن المادة الدراسية (أو المدرسة).



أسباب  التسرب الدراسي:
أما عن أسباب التسرب، فهناك أسباب متنوعة وعديدة وفي كثير من الحالات قد ينتج التسرب عن تجمع أكثر من سبب معا  ومن أهم هذه الأسباب:
1.    الأسباب التربوية: والتي تتعلق بالمدرسة والمدرس والمنهاج والخطة التعليمية.
2.    الأسباب  الشخصية: والتي تتعلق بالطالب.
3.    أسباب اجتماعية: حيث يعتبر الزواج المبكر من أهمها، والرغبة في العمل من قبل الأسرة.
4.    أسباب معيشية: ترتبط بالجهاز التعليمي كإضراب المعلمين عن التدريس لعدم استلامهم الرواتب المالية مما يضطر بعض الطلاب إلى ترك المدرسة والتوجه للعمل.
5.    أسباب اقتصادية:  بسبب الفقر أو الرغبة في العمل لكسب المال. 

اقتراحات قد تخفف من ظاهرة التسرب:
        يتبادر إلى الذهن باستمرار التساؤل حول الحلول لهذه المشكلة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا وكيف لنا أن نقلل من الهدر التربوي نتيجة لهذه الظاهرة، هناك العديد من التوصيات التي يتم طرحها في كل مرة يتم عمل دراسة لهذه المشكلة فكان من أهم التوصيات التي ينبغي الأخذ بها كل من أولياء الأمور والمدرسة ومن أهمها:
ü    أولا: تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة.
ü    ثانيا: العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.
ü    ثالثا: منع العقاب بكل أنواعه بالمدرسة ( البدني والنفسي).
ü    رابعا: مساعدة المعلم للطلبة لمعالجة ضعفهم
ü    خامسا: إشراك الطلبة في نشاطات يحبونها.
ü    سادسا: تنوع الأساليب التعليمية.
يبدو أن القلة من المؤسسات التي أعدت برامج  فعلية  للحد من هذه الظاهرة، التي هي أشبه بالوباء في المجتمع، حيث تتزايد عام بعد أخر، ومن أهم  البرامج التي من الممكن أن تعتبر أحد الحلول لهذه المشكلة  برامج التعليم غير الرسمي الذي تتبناه مؤسسات أهلية غير حكومية كالمركز والنوادي، حيث يقوم هذا البرنامج على التعامل مع الطلبة ذوي الأداء التعليمي الذي يقع ما بين الضعيف والمتوسط والذي يكون ناتج في الغالب عن مشاكل نفسية أسرية واجتماعية والآلية التي يتم العمل بها في هذا البرنامج تكون عن طريق وضع برنامج تعليمي مناسب لمستوى وأداء الطلبة، وهذا التعليم مشروط بوجود معلمين من المدرسة التي يتعلم فيها الطلاب أصلا، والهدف من وجودهم هو تزويد المعلمين بالعديد من المهارات التي تنقصهم، رفع نوعية العلاقة بينهم وبين طلابهم في جو أكثر أمناً، يستطيع الطالب  من خلاله التنفسي عن مكنوناته،وكذلك تدريس المنهاج بطرق ممتعة وجذابة ومتنوعة، والتي بمجملها قد يساعد في التخفيف من تسرب الطلبة وزيادة حبهم للمدرسة، فمثل هذه البرنامج تأخذ بالحسبان إشراك الأهل في العملية التربوية البديلة، حيث يعمد البرنامج للعمل مع الأهل وجعلهم شركاء في تحديد احتياجاتهم وإيجاد حلول لمشاكل أبناءهم والتي يمكن لها أن تخفف من حدة التسرب، ولأنه لا يكفي لنا أن نتوقف أمام منظر الباعة الصغار، بل يجب  علينا جميعا أن نسرع للمساهمة في حل هذه القضية الشائكة قبل أن تطرق كل بيت من بيوتنا وتضيع أبناءنا وتوصلهم إلى جحيم العمل والانهيار المبكر، فنحن نعرف الأسباب ونعرف أيضا الحلول فهل يمكن لنا أن نبدأ بالمعالجة.

مقترحات آخرى لعلاج هذه الظاهرة:
هناك العديد من المقترحات لعلاج ظاهرة التسرب يمكن إيجازها فيما يلي:
ü  وضع خطة للنشاط المدرسي في أول العام الدراسي ومتابعة التنفيذ من خلال الجهة المعنية المختصة مع توفير إمكانيات النشاط وبرامجه.
ü  تقديم وجبات غذائية للطلاب بتكاليف رمزية لتهيئ الفرصة لطلاب للبقاء في المدرسة وحتى نضمن سلامة تكوينهم البنياني.
ü  تعظيم دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين وعقد الاجتماعات بصفة منتظمة للوقوف علي مشكلات الطلاب وتوجيه الأسرة للقضاء علي مظاهر هذه المشكلات ومن بينها ظاهرة التأخر والغياب.
ü  الاتصال بأولياء الأمور لمعرفة أسباب التأخر والغياب والتدخل المهني من جانب الأخصائي الاجتماعي والنفسي للحد من هذه المشكلات.
ü  تنظيم المحاضرات والندوات يؤكد فيها ضرورة التعاون بين المدرسة والمنزل مع تبيان أن المدرسة لا تكفي وحدها للقيام بمهمة التربية والتعليم معاً مهما بذلت من جهد مع التبصير بمراحل النمو المختلفة التي يجتازها الأبناء ومتطلبات هذا النمو وطرق المعاملة لضمان الاستقرار النفسي الذي ينعكس علي كفاءة العملية التعليمية والتربوية.
ü  الاهتمام بدور الاتحادات وتوظيفها التوظيف الأمثل وتعميق دور أعضاءها ولعب الأدوار لخدمة زملائهم والتعاون لإظهار مشاكلهم أمام المدرسة والمطالبة إيجاد حلول لها في حدود الغدارة المدرسية أما المشكلات التي تتطلب مستويات اعلي فالاهتمام برفعها لهذا المستويات ومتابعتها متابعة جدية للوصول لحلول لهذه المشكلات .
ü    احترام شخصية الطالب .
ü  حسن توزيع المنهج علي شهور السنة مع الجدية في متابعة المعلمين حتى نهاية العام الدراسي متابعة جادة من خلال الموجهين ولجان متابعة الإدارات والمديريات والوزارة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين طبقاً لقانون وخصوصاً مع القرارات التي اتخذتها الدولة لتعديل أحوال المعلم .
ü  اهتمام إدارة المدرسة بتتبع حالات الطلاب الذين يتغيبون بصفة مستمرة أو متقطعة والأسباب التي أدت بهم إلي ذلك والاهتمام بالحالات الفردية من خلال جهاز التربية الاجتماعية داخل المدرسية وتحويل الحالات التي تستلزم تدخل مكاتب الخدمة بالإدارات أو مكتب الخدمة باالمديرية.
ü  جعل جو المدرسة محبباً إلي التلاميذ من خلال توفير كافة أنواع الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفنية وتشجيع الطلاب الموهوبين وذوي القدرات الإبداعية والابتكار في تنفيذ الأنشطة علي المستوي المحلي .
ü  عقد اجتماعات دورية شهرية تضم المعلمين وبعض المهتمين بالعملية التعليمية ورئيس مجلس الأمناء واتحاد الطلاب بالمدرسة لرصد حجم المشكلات المدرسية وعلاجها أول بأول.
ü    عدم تساهل إدارة المدرسة بقبول الأعذار الخاصة بالغياب وتطبيق القانون مع المخالف .
ü    إخطار أولياء الأمور وتعريفهم بنتائج الأبناء شهرياً وفترياً.
ü    إعادة النظر في نظام الثانوية العامة والاقتصار علي سنة واحدة بدلاً من سنتان.
ü    توافر الريادة التربوية المستنيرة من جانب المعلمين .
ü    جعل نظام اليوم الدراسي علي هيئة محاضرات تضم أكفأ الموجهين في مختلف التخصصات .
ü  إشراك الطلاب مع إدارة المدرسة في وضع نظام اليوم الدراسي في وضع يحملهم مسئولية الحضور في المواعيد المقررة والانتظام في طابور الصباح وحفظ النظام بالمدرسة.
ü  تشجيع الطلبة علي المناقشة وإبداء الرأي أثناء الحصص الدراسية واحترام شخصية الطالب والتخفيف من عملية الواجبات المدرسية بحيث لا يكون فيها إرهاق عليهم.
ü  التأكيد علي أهمية اهتمام المدرسين باستخدام التقنية الحديثة ووسائل الإيضاح الجاذبة والمعينة علي تسهيل المادة الدراسية.
ü  إعادة النظر في مجموعات التقوية وذلك في أماكن مخصصة بعيدة عن أسوار المدرسة مع توفير الإمكانيات اللازمة للعملية التعليمية لهذه الأماكن وتوفير هيئات الإشراف المتخصصة مع الاستعانة بأكفأ الموجهين في كل مادة من المواد الدراسية مع إعطاء المساحة لكل طالب لاختيار المدرس الكفء القادر علي توصيل المعلومات بسهولة ويسر.
ü  الإكثار من عمل المسابقات العلمية بين الطلاب في المواد العلمية المختلفة لتحفيزهم مادياً ومعنوياً وذلك للحفاظ علي استمرارية التفوق وإذكاء روح التنافس بينهم.
ü    إبراز أهمية التعليم للفرد والمجتمع وتوعية أولياء الأمور بذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة ويعد هذا إسهاما من وزارة الإعلام عبر وسائلها المقروءة والمسموعة والمشاهدة لرفع مستوى الوعي لدى السكان وربط التعليم في أذهانهم بخطط التنمية والنمو الاقتصادي في البلد.
ü    تطوير المناهج بحيث تصبح ملبية لحاجات الطالب باعتبارها حجر الأساس في العملية التعليمية من حيث النمو بعقله ومهاراته وملكاته وإشباع ميوله ورغباته بكل مفيد.
ü    الاهتمام باستخدام طرق التدريس المناسبة التي تسمح للطالب بالمشاركة الفعالة مع تطوير نظام التقويم والبحث عن أساليب مناسبة ويحسن ان يشارك التلاميذ في تقويم أنفسهم كما ينبغي تزويد المدارس بجميع الأنشطة المختلفة والإمكانيات المساهمة في نجاح أهداف تلك الأنشطة.
ü    تطوير كفاءة المعلمين بإعدادهم الإعداد الجيد وتدريبهم في أثناء العمل عن طريق الدورات وتبادل الخبرات والزيارات والتفريغ لحملة الدبلوم للالتحاق بكليات المعلمين وزيارات المشرفين التربويين والالتقاء بهم وما إلى ذلك من اساليب التدريب المتنوعة ليستوي أداء المدرس على سوقه ويقوم المعلم بدوره المنوط تحقيقه به خير قيام.
 دور الوالدين والمدرسة في العلاج:
        قوة العلاقة بين البيت والمدرسة يراها , عبدالله المعيلي بأن لها الأثر الإيجابي في إعداد الطالب وتفوقه ولا يمكن لطالب أن يتفوق او يستمر في تفوقه في ظل علاقة فاترة وغير إيجابية بين البيت والمدرسة اللذين يشتركان في صياغة شخصية الطالب وتحديد اتجاهه فالطالب الذي يجد الرعاية والاهتمام في احدهما دون الآخر تتعثر خطواته ويمشي بخطى متثاقلة ولذا فلا بد من تعميق تلك العلاقة وتوثيقها عبر أكثر من طريق ومنها متابعة الابن في المنزل والحضور للمدرسة دوريا للاطمئنان على وضعه في المدرسة دراسيا وسلوكيا والمشاركة في مجالس الآباء والاطلاع على تقارير المدرسة والمشاركة في المناسبات التي يدعى اليها ولي الأمر ومن هذا المنطلق فالمدرسة بحاجة ماسة لتكاتف جميع المؤسسات معها لتقوية تلك العلاقة وتوعية جميع الأفراد بها وخاصة المؤسسات الإعلامية بجميع وسائلها.











الخاتمة:
        تعتبر مشكلة التسرب الدراسي من أكبر المشكلات التي تعترض التعليم وتشكل مشكلة جديرة بالاهتمام وإيجاد الحلول المناسبة لها، إن عدم إكمال التعليم سواء للبنين أو البنات يعد مؤشراً لسلبيات قد لا تتضح نتائجها إلا عند الكبر وبالذات عندما يجد الشخص الذي لم يكمل تعليمه أن غيره قد انتظم في وظيفة مناسبة وقد أكمل مستلزمات حياته الأخرى بينما هو لا يزال يراوح مكانه، وبطبيعة الحال فإن الأسباب عائدة للمنزل، وللنواحي الاقتصادية أو الاجتماعية وخلافها، والواجب تدارس هذه المشكلة ليس من جهات التعليم فقط ولكن من النواحي الاجتماعية والنفسية وجهات التوظيف حتى يتم القضاء عليها وبالتالي دفع عجلة التعليم إلى الأمام والعمل على تطويرها.






الفهرس

م
بيان
الصفحة
1
مقدمة.
1
2
تعريف التسرب الدراسى.
2
3
الأسباب والعوامل المسببة لمشكلة التسرب الدراسى.
2
4
أشكال التسرب الدراسى.
8
5
إقتراحات قد تخفف من ظاهرة التسرب.
8
6
علاج ظاهرة التسرب.
10
7
الخاتمة.
14

هناك 3 تعليقات:

  1. مشكور الله يعطيك العافيه
    بس قائمة المراجع وين

    ردحذف
  2. انه جميل ولكن ألا يوجد مراجع

    ردحذف